للتواصل مع غرفة الاخبار يرجى الكتابة إلى Beirutnews@live.com

الاثنين، 12 مارس 2012

الشخص الانعزالي... الاسباب و العلاج

قليل الأصدقاء، قليل الكلام. لا يشارك في النشاطات الإجتماعية إلا في ما ندر. هواياته القراءة، الإستماع إلى الموسيقى، والألعاب الإلكترونية التي بلغت حد الإدمان. ترى، ما سبب عزلته الإختيارية؟

لم يبد كارلوس (23 سنة) يوماً اهتماماً بالسهرات أو النشاطات الإجتماعية. كلُّ المحيطين به يعرفون أن شخصيته الضعيفة نسبياً، منعته من الإنتفاض على طفولة معنّفة، أوصلته إلى ما هو عليه اليوم. حتى زملاء العمل يشكون من كونه لا ينخرط في جوّ المكتب، ولا يشاركهم الغداء أو الأحاديث. حاضر جسدياً، غائب فكرياً، لذا آثروا بدورهم الإبتعاد عنه.
الاختصاصية في علم النفس العيادي والتربوي والمعالجة النفسية كلوديا نعمة، تشير الى أن الشخص الذي يعاني مشكلة تأقلم أو إنخراط في المجتمع يكون ضحية هذا المجتمع، أو ضحية تأثيرات نفسية يعانيها منذ فترة. وتوضح أنه " بعيداً من المشكلات النفسية الموجودة في شخصية كل منا، فإن التهميش الصادر عن المجتمع قد يُعزل الفرد عن محيطه بطريقة لا إرادية، ولأسباب عرقية أو اثنية أو حتى جنسية. ولهذا التهميش عواقب كبيرة على الفرد، حيال ردّة فعل المُهمّش السلبية". وهنا، تلفت إلى حالات الإنحراف والإستغلال العديدة التي يعيشها ويعانيها هؤلاء، ومثال على ذلك أطفال الشوارع المحتقرين من المجتمع أو مكتومي القيد أو حتى العمّال الأجانب ومشكلاتهم النفسية والإجتماعية.
هذا ما يتعلق بالظروف الإجتماعية، فماذا عن الأسباب النفسية؟ تتوقف نعمة عند ثلاثة أسباب، أولها ما يسمى بالـschizoide او إضطراب الشخصية الإنعزالية أو الإنطوائية. ففي هذه الحالة، يميل الشخص إلى العزلة وقلة الكلام، من دون أي رغبة في إقامة علاقات اجتماعية. وهذه الشخصية لا تحافظ على علاقات طويلة المدى، وتتميز ببرودة لافتة، فلا الإطراءات أو الملاحظات أو حتى الإنتقادات تعني لها شيئاً. "رغم أن الشخصية الإنعزالية قريبة من فصام الشخصية وليس نفسها، إلا أن تطوّر الحالة وعدم التيّقظ لأخطارها، قد يؤدي بها إلى الفصام أو schizophrenia"، على ما تقول نعمة.
أضف إلى ما سبق، تشير بعض الدراسات إلى أن أسباب الإضطرابات النفسية جينية خلقية، وأخرى تُرجّح علاقتها بالطفولة والتربية. "ففترة الطفولة مهمة جداً لكل فرد، لما لها من تأثير يظهر بشدة في مراحل النمو. فأعراض الإنعزال قد تظهر في مرحلة الطفولة أو في المدرسة، فنجد الولد منزوياً دائماً في الملعب، متأملاً في الصف، قليل الأصدقاء". في هذا الوضع، تنصح نعمة الأهل بالتنبه، محذرة من "أن العنف الجسدي أو المعنوي في مرحلة الطفولة وحتى الحماية الزائدة من الأهل، ينتج منها فرد إتكالي يصعب عليه تحمّل المسؤوليات والإنخراط في المجتمع".
الشخصية الثانية التي تُفضّل الإنعزال والإنطواء وعدم الإنخراط في المجتمع، هي ما يُسمى بـPersonnalité évitante وهي تتفادى الإختلاط بالناس أو الخروج مع الأصدقاء بسبب قلة الثقة بالنفس، والقلق الدائم من أي إنتقاد قد تتعرض له، فتتحاشى الآخرين وتختار الإنعزال بملء إرادتها، تفادياً لما قد يحصل.
أما الحالة الثالثة الشبيهة بالشخصية السابقة فهي حالة الرهاب الإجتماعي أو Phobie Sociale. "تختلف هذه الحالة عما سبق حيال الأعراض الصحيّة التي تظهر على الفرد في حال إندمج في المجتمع وإختلط بالناس، وهي شبيهة بأعراض الرهاب عادة: من الإصفرار إلى التعرق وصولاً الى نوبات الهلع.
ويبقى السؤال عن العلاج؟ تؤكد نعمة فعالية العلاجات النفسية، أن عبر تجميل صورة هؤلاء الناس لأنفسهم عبر إيجاد أسباب المشكلة الدفينة في داخلهم، أو من خلال تدعيم ثقتهم المفقودة بأنفسهم، وهي خطوات تتبّع تدريجاً.
وختاماً، تنصح نعمة أي فرد بالتقرّب من الشخص الذي تظهر عليه أعراض الإنعزال والتهميش، وعدم التهرّب منه وتجنبه بغية مساعدته. وتوضح أن ردّة فعله حيال تقرّبك منه، قد تدّل على مرحلة الإنعزال التي وصل إليها، وتسهّل تالياً العلاج.

هناك تعليقان (2):

  1. انا شخص بالثلاثين من عمري اعاني مشكلة الانعزال والخوف من الانتقادات وياريت اكو ارشادات تساعدني للعلاج

    ردحذف
  2. انا شخصية انعزالية ولكني احس بثقة كبيرة بنفسي وهذه العزلة اخترتها لان وجود معضم الناس يفسد عليك خطة يومكسواء في البيت او خارجه فانا اريد ان اتحكم في وقتي واستغله احسن اسغلال خاصة مع وجود اربع اطفال مع العلم اني امراة عاملة ...فرجاءا انا احتار في فهم نفسي هل انا منعزلة ام الضروف هي من حتمت عليا ذالك

    ردحذف