للتواصل مع غرفة الاخبار يرجى الكتابة إلى Beirutnews@live.com

الخميس، 20 أكتوبر 2011

صوتك عالٍ؟ ثمّة ما يقلق أكثر من إزعاج الآخرين

"وطّي صوتك طوشتنا"... عبارة نسمعنا أو نرددها دائماً. قد تعكس انزعاج بعضهم منك، لكنها أيضاً قد تكون جرس إنذار بالنسبة لك ولصحّتك

"منذ طفولتي وأنا أعاني. أتحدث بصوت عالٍ، حتى وإن كانت الجلسة هادئة والحوار غير متشنج. عندما أتحدث يُطلب مني دائماً أن أخفض صوتي لأنه يزعج من حولي، حتى ولو كنتُ أتكلم عبر الهاتف. استشرتُ طبيباً، ولم يجد أي سبب صحي للمشكلة التي أعانيها، ولا أدري إذا كان السبب نفسياً". عادل منزعج من صوته العالي بخلاف أبي طوني (75 عاماً) الذي اشتهر بقدرته على التحدث لساعات بلا توقف وبالزخم نفسه، وهو يفخر بصوته المرتفع، معتبراً أنه بمثابة تعريف عنه: "كل الحيّ يعرف عندما أخرج من منزلي. صوتي المرتفع دليل على حضوري القوي، ويساعدني في فرض هيبتي بشكل أكبر". ومن أبي طوني إلى جيهان التي تواجه مشكلة من نوع آخر. "خطيبي يوجه إليّ دائماً الملاحظات، ويرافقها بتعليق قاسٍ مفاده أن الفتاة ينبغي أن تتمتع بنعومة وبصوت هادىء وناعم. وهذه الملاحظة بالذات، تستفزّني، فماذا أفعل؟".
المعالجة النفسية و الأستاذة في جامعة القديس يوسف زينة زربي تشدد على أن نبرة الصوت تختلف من مجتمع الى آخر، وجزء منها مسألة عادات وتقاليد، فمثلاً في البلدان العربية وتحديداً في القرى والبلدات، غالباً ما نواجه نبرة صوت مرتفعة، على عكس بلدان الشرق الاقصى حيث يغلب الهدوء والهمس وتسود لغة الاشارات.
أما من الناحية النفسية، فتميّز زربي بين أسباب عدة للصوت المرتفع، "فنرجيسية الفرد قد تكون سبباً لارتفاع صوته، وحبّه لنفسه وللظهور يدفعانه الى رفع نبرته اثناء الحديث، إذ يعتبر لاشعورياً أن رفع صوته قد يعزّز حضوره في المجتمع ويجذب الانظار والانتباه اليه".
وماذا من الأسباب الصحيّة؟ يشير المتخصص في أمراض الاذن والانف والحنجرة وجراحتها في مستشفى القديس جاورجيوس البروفسور غابريال شامي إلى أن للصوت العالي أسباباً مختلفة، كطرش في العصب، نشاف في الأذن، أو حتى تمتع الفرد بحنجرة قوية تصدر أصواتاً عالية. ويشرح: "إن من يتحدث بصوت مرتفع غالباً ما تكون لديه مشكلة في السمع. ذلك أنه يكون غير قادر على سماع حدود صوته والأصوات الرفيعة، مما يضطره الى رفع صوته لايصال أفكاره. هذه المشكلة في السمع قد تعود إلى طرش العصب، أو النشاف، أو التعرّض للأصوات العالية والضوضاء كالتي يتعرّض لها عمّال المصانع أو عمّال المطار. وحتى كالضوضاء التي يتعرّض لها كل فرد منا يومياً في حياته العملية، ومصدرها الخلاّط أو المكيّف أو صوت التلفزيون أو الموسيقى الصاخبة، وخصوصاً في الحانات، وهي أصوات تضّر بالجهاز السمعي، وتخفف من قدرته وأدائه.
ويوضح شامي أن طرش العصب أو "السمع الخفيف يمكن أن يكون وراثياً." إذ ينتقل من الأهل الى الأولاد فيرثون السمع الخفيف. كذلك قد يُكتسب، مع تقدم العمر، أو حتى عند الولادة. ففي حال اصيبت المرأة الحامل بالحصبة أثناء فترة حملها، قد يضّر ذلك بعصب إذن الجنين، فيولد سمعه خفيفاً. حتى أن الجنين الذي يتعرض إلى نقص في الأوكسيجين في اثناء الحمل، ومشكلات اخرى قد تؤثر في سمع الولد وتخففه.
"إعادة السمع الخفيف إلى طبيعته غير ممكن"، يؤكد شامي، "والعلاجات الطبية التي تقدم نفسها على أنها حلول لإعادة السمع إلى طبيعته غير مجدية، ولا تتعدّى نسبة فعاليّتها الـ5%. لذا، الحل الوحيد لمن يعاني مشكلة سمع خفيف هي السمّاعات الطبيّة، التي تساعد الفرد في السماع. كما تساعد السماعات الأذنين في الاستمرار في العمل، إذ إن توقف الأذن عن تلقي الاشارات والذبذبات الصوتية يضّر بها أكثر مما يساعدها.  
أعراض السمع الخفيف
■ ترفع صوتك بلا شعور عند التحدث.
■ لا تستطيع سماع شخص آخر على بعد متر: تشعر أنه عليك الاقتراب من الشخص لاستيعاب ما يقوله ولا تستطيع سماع ما يقوله عن بعد.
■ تشعر بأن الحديث حولك أو الجو المحيط بك مشوّش: لا تستطيع التركيز على الأصوات حولك، بل عليكَ أن تستمع إلى كل صوت على انفراد.
■ تسمع طنيناً مستمراً في أذنيك وكأن قرب قفير نحل أو هدير البحر.
■ الشعور بالألم المستمر في أذنيك.
تجنّبها للمحافظة على سمعِكَ
■ التحدث لساعات طويلة على الهاتف المحمول.
■ الأصوات الصاخبة، كالموسيقى الصاخبة في النوادي الليلية، أو الإستماع إلى الموسيقى العالية عبر السمّاعات Earphones.
■ في حال كنتَ من عمّال المنشرة أو المصنع أوالمطار، تأكد من حماية اذنيك بالطريقة الصحيحة عبر وضع الخوذة الواقية (Casque).
■ إنتبه الى بعض الأدوية التي قد تكون لها آثار سلبية على السمع، واستشر الطبيب قبل تناول أي دواء.
■ تجنّب التدخين، فهو ايضاً يتحمل جزءاً من المسؤولية في ما يتعلّق بالسمع الخفيف وطرش العصب.

0 comments:

إرسال تعليق