للتواصل مع غرفة الاخبار يرجى الكتابة إلى Beirutnews@live.com

الخميس، 12 أغسطس 2010

قيادة السيارات في لبنان "مغامرة" قاتلة تحصد المئات كل سنة

قيادة السيارات بات السبب الاول للوفيات بين اللبنانيين، لا سيما الشباب منهم، على طرق تفتقد في غالبيتها الى معايير السلامة الاساسية، وفي ظل غياب شبه معمم للتقيد بقانون السير الذي تسعى الحكومة الى التشدد في تطبيقه

وتقول لينا جبران، نائبة رئيس جمعية "كن هادي" التي تعنى بالتوعية حيال السلامة المرورية، لوكالة "فرانس برس": "يقتل الناس في هذا البلد بسبب حوادث السير اكثر مما يقتلون بسبب مسائل اخرى، مثل الحوادث الامنية والارهاب".

وكان وزير الداخلية زياد بارود اعلن في بداية شهر تموز ان "عدد قتلى الجرائم الجنائية يبلغ 190 قتيلا سنويا، بينما يبلغ عدد قتلى حوادث السير 600 كمعدل وسطي"، واصفا السلامة المرورية بـ"الوجع الاكبر".

واعلنت جمعية "يازا" التي تعنى بالسلامة المرورية ان 500 شخص قتلوا في حوادث سير خلال الاشهر الستة الاولى من هذه السنة، "وهو رقم غير مسبوق في تاريخ حوادث السير في لبنان"

واستنادا الى ارقام وزارة الداخلية، فان 750 شخصا قتلوا العام 2009 بسبب حوادث السير.

وتظهر ارقام الصليب الاحمر اللبناني ان عدد ضحايا حوادث السير بين قتيل وجريح ارتفع من 5883 العام 2005 الى 10649 العام 2009، ومعظم الضحايا (71%) تتراوح اعمارهم بين 17 و40 عاما.
وتقول جبران، التي اسست الجمعية مع زوجها فادي العام 2006 بعد وفاةابنهما هادي (18 عاما) في حادث سير سببه التعاطي المفرط للكحول: "باتت حوادث السير في لبنان السبب الاول لوفاة الشباب بين 15 و29 سنة، بينما يحتل هذا السبب المرتبة الثانية على مستوى العالم".

وتقول فرح (28 عاما) التي تعمل محاسبة في مصرف: "اقود سيارتي صباح كل يوم متوجهة الى العمل وانا اضع يدا على المقود واخرى على قلبي". وتضيف: "الانتحاريون والمجانين باتوا يزرعون الموت على الطرقات".

ويعد "النقص في التوعية والفجوات في قانون السير والحالة السيئة للطرق" من بين ابرز العوامل وراء تزايد حوادث السير، بحسب مدير الاسعاف والطوارىء في الصليب الاحمر اللبناني جورج كتانه.

ورغم مرور عشرين سنة على انتهاء الحرب الاهلية (1978-1990) التي دمرت البنية التحتية في البلاد، لا تزال طرق لبنان تعاني من نقص في معايير السلامة الاساسية، حيث تنتشر الحفر الصغيرة والكبيرة في عدد كبير من الطرق الفرعية والرئيسية، وتغيب عن غالبيتها الخطوط التي تحدد مسار السير.

كما ان الطرق ضاقت على عدد السيارات، واصبح الازدحام المروري محطة يومية تمتد من الصباح وحتى ساعات المساء الاولى. ويزيد هذا الازدحام الذي يفترش الطرق السريعة والفرعية، من المخالفات المرورية التي يرتكبها سائقون يبررونها بـ"الاضطرار".

وتقول رنا غدار (33 عاما)، التي تقصد العاصمة كل صباح من مدينة صيدا الجنوبية: "اخاف الخروج من المنزل. الطرق غير المعبدة وعدم احترام القوانين امور تجعل من القيادة مغامرة غير محسوبة النتائج".

ودفعت المآسي المتتالية السلطات الى تكثيف الاجراءات التي لم تعط نتيجة ملموسة بعد، منها تثبيت 1300 كاميرا لمراقبة السير والسيارات. وقد اقرت الحكومة في مشروع موازنة العام 2010 اخيرا مضاعفة غرامات مخالفات السير ثلاث مرات.

في الوقت ذاته، تكثفت الحواجز الامنية ووزعت ردارات السرعة وتشددت شرطة السير في فرض التقيد بوضع حزام الامان والتوقف عن التحدث على الهاتف المحمول وارسال الرسائل النصية منه اثناء القيادة. لكن هذه الخطوات لم تفرمل التزايد المضطرد في اعداد الحوادث.

ويقع لبنان في منطقة تعتبر نسبة حوادث السير فيها من الاعلى في العالم، ويحتل بحسب منظمة الصحة العالمية، مرتبة متقدمة من حيث اعداد قتلى الحوادث. ويقول كامل ابراهيم امين سر "يازا": "لبنان بين اسوأ الدول العربية في ما يتعلق بالسير".

ويتبين ان نسبة الوفيات في سوريا جراء حوادث السير (استنادا الى ارقام رسمية) تبلغ 10 لكل 100 الف، بينما ترتفع الى 11 لكل 100 الف في الاردن، و15 لكل 100 الف في لبنان، وان كان هذا الاخير لا يزال بعيدا عن المعدل المسجل في السعودية مثلا والذي يتجاوز ال300 لكل مئة الف مواطن.

ويقول ابراهيم لـ"فرانس برس": "هناك حاجة لوضع استراتيجية على مدى عشر سنوات"، مشيرا الى تاثر القطاع السياحي بهذا الواقع. ويضيف ان بعض مكاتب السياحة في الخارج باتت "تدون ملاحظات لعملائها لتنبيههم من وضع السير في لبنان" اذا قرروا زيارته.

وبالنسبة الى اللبناني فادي (40 عاما)، الذي يعمل ممثلا تجاريا في شركة اتصالات في جدة، فان زيارة لبنان "محفوفة دائما بالمخاطر جراء الوضع الامني والسياسي فيه". ويتابع ساخرا: "الآن تضاف مسالة حوادث السير... قرار الاجازة في لبنان اصبح بحاجة الى دراسة اعمق"

0 comments:

إرسال تعليق