للتواصل مع غرفة الاخبار يرجى الكتابة إلى Beirutnews@live.com

الجمعة، 24 أغسطس 2012

هـل تحـزن الحيوانـات علـى مـوت أقرانهـا؟

لم تمر واقعة موت إحدى الزرافات مروراً عابراً من دون أن تذكي تساؤلاً طرح نفسه في السابق عما إذا كانت الحيوانات تشعر بالحزن على موت أقرانها، وذلك بعدما رصد علماء الحيوانات رفض إحدى الزرافات ترك جثة صغيرها الذي مات، في ثالث واقعة من هذا النوع. وأبرز ذلك اعتقاداً لدى العلماء باحتمال أن يكون لدى الحيوانات نوع من «التصور الذهني» لفكرة الموت.
ومن المعروف أن بعض الحيوانات الاجتماعية مثل الفيلة والشمبانزي تتفحص جثث موتاها، لا سيما الأقرب في شجرة عائلتها. 
ونشرت صحيفة «افريكان جورنال اوف ايكولوجي» المعنية بشؤون النظام البيئي تفاصيل موت الزرافة.
وقد لاحظ فريد بيركوفيتش، وهو خبير علوم الحيوان لدى معهد «بريميت» للأبحاث ومركز أبحاث الحياة البرية في جامعة طوكيو ومؤسسة الحفاظ على الزرافات في بريطانيا، أن أنثى الزرافة في حديقة «ساوث لوانغوا» الوطنية في زامبيا أظهرت رد فعل إزاء موت وليدها تمثل في مباعدة ساقيها والانحناء على الصغير. بل بقيت تلعق جثة الصغير دقائق عدة قبل أن تستعيد قواها وتنهض واقفة من جديد، ثم ما لبثت أن عادت وكررت سلوكها مرات عدة استمرت حوالي ساعتين.
ويؤكد العلماء أن أنثى الزرافة عموما من النادر أن تقضي وقتاً بمفردها، لكن هذه الزرافة قضت ساعات مع صغيرها بعيداً عن أقرانها. كما أنه من النادر أن تباعد الزرافات بين ساقيها إلا أثناء الأكل أو شرب المياه.
وكتب بيركوفيتش موضحاً أن رد فعل الأم تجاه وليدها «لم يرصده (العلماء) لفترة طويلة مقارنة بما رصدته الدراسات على الفيلة الأفريقية»، فالدراسات تشير إلى حدوث حالة حزن تخالج الفيلة والشمبانزي، بوصفها الحيوانات الأكــثر انخراطاً اجتماعياً.
وعندما يموت أحد أعضاء القطيع تصاب الفيلة بحالة هياج وتتفحص الجثة كما تحرص على حراستها. فيما تحمل الشمبانزي الموتى من الصغار لفترة طويلة.
وأضاف بيركوفيتش أن سلوك الزرافة يشير إلى تدرج في قبولها بالخسارة كرد فعل على الموت، وتأكيدا لذلك تمكث الأنثى أربعة أيام إلى جوار صغيرها الميت الأكبر عمراً.
كما لاحظ خبير علوم الحيوانات زو مولر في محمية «سويسامبو» في كينيا في العام 2010 أن زرافة (روثتشايلد) حرست جثة صغيرها، البالغ من العمر شهراً، فيما تجمعت 17 زرافة حوله مرات عدة خلال أربعة أيام.
وفي العام 2011، توقف قطيع من زرافات ناميبية لتفقد موقع ماتت فيه أنثى صغيرة قبل ثلاثة أسابيع.
وبالرغم من أن سلوك الفيلة والقردة يشير إلى أن بعض الثدييات قادرة على تصور فكرة الموت، ما زال بيركوفيتش يتناول الطرح بحذر. غير أن أهمية الاكتشاف تكمن في اتساع تناول المفهوم السلوكي على طائفة أخرى من الحيوانات.

0 comments:

إرسال تعليق