9:19 ص
|
الصورة - السيدة فيروز في ساحل علما |
ليلة أمس ليلة فيروز. لسبب غامض قررت أن تطلع علينا وتغني، وهو زمن الثورات، وفي حفلها الذي فاجأنا، ثورة على الصمت، واستدعاء ربيع خاص لصوتها، الذي يملك أكثر من صوت في اقتران الحلم بالقوة والرغبة بالحب، والكلمة بالبساطة. ثم ان حفلاتها ليست وقفات مبهجة كبيرة بين حزن وحزن، ففيه إلحاحات أرواحنا إليها، إلى نسيج أغنياتها التفصيلي، إلى دواخله ذات الإيقاعات المتعددة، ثم فيه هذه الذات المنشطرة المتجاذبة بين اليأس والأمل، في الشرط الإنساني لمطلق عيش.
تجاوزنا السؤال عن اختيار مكان الحفل، الذي كان بعيداً وجديداً بالنسبة لنا، كما احتشاد جمهور فيروز في مكان مكشوف على البرد والريح قبل أن يتسنى لهم الدخول إلى قاعة المسرح، تجاوزناه أيضاً، إكراماً لعشقنا الباقي لها، ولرغبتنا إلى سماع صوتها أينما اختارت وكيفما شاءت. مسرح Platea في ساحل علما، امتلأ عن آخره بجمهور السيدة، كما حضر الحفل العماد ميشال عون والرئيس سليم الحص.
«يا موت هزمتك كل الفنون» هكذا ذكرتنا فيروز بجملة محمود دوريش، من خلال صوتها الحي، وكان الكثير من الناس قد راهن على أنها ستغني عبر الـPlay Back لكنها غنت كما يليق بها، مصاحبة بفرقة موسيقية ضخمة وأطلت بفستانها الأبيض، شاحبة قليلاً لكن متماسكة، وأطلقت صوتها في استعادة من الريبرتوار الرحباني بعد أن استهلت الفرقة الموسيقية بمعزوفة أيضاً للرحابنة الكبار الراحلين: طلع القمر لفي حبيبي/ غاب القمر وعي حبيبي، لتبدأ فيروز بعد ذلك تنكش فينا حنيناً قديماً في أولى أغنياتها: تعا ولا تجي/ واكذب عليّ/ الكذبة مش خطية/ وعدني إنك راح تجي/ وتعا ولا تجي.
فيروز أتبعت هذه الأغنية وسط تصفيق هستيري من الحضور بأغنية: «غيروا أهل الهوى». من الدقة بمكان ملاحظة أن السيدة فيروز كانت تراعي في غنائها قياسات لحنية على قدر صوتها الذي بقي لا شك جميلاً، لكن محاذراً المدّات العالية والسحبات الطويلة، فيما جمهورها في احتفاله بها، لم يراع حماسة التصفيق الحاد، والاستغراق الكامل بحضورها وبصوتها.
9:36 ص
كان ذلك قبل 13 عاماً. شاب على أبواب العشرين، مندفع، يعرف الكثير في مجال دراسته، لكنه لم يكن يفقه أموراً أساسية أخرى في الحياة. يومها، لم يكن قد اختبر "الحب"، ولم يكن مقتنعاً بما يتحدث عنه الأصدقاء من تسارع لدقّات القلب عند رؤية "الحبيب".
فجأةً، في الفصل الثاني من السنة الجامعية الثانية، ظهرتْ. كانت معلّمته. ليس على الصعيد الأكاديمي فحسب، بل على صعد عدة. مفعمة بالأنوثة، تمتاز بشيء من الجمال. لا يعرف حتى اليوم أي سبب جعلها تنجذب إلى شاب يصغرها بتسع سنوات، في وقت يحدد هو لك مئة حجة لتعلّقه بها. تملّكته تلك المرأة. جعلته يختبر كل التجارب العاطفية والجسدية والنفسية التي كان يسمع ويقرأ عنها. تأثّر بها بشكل رهيب. غيّرت قناعاته، بدّلت الكثير من المفاهيم لديه، وليس مبالغاً إذا قلنا أنها جعلته يعيد تشكيل شخصيته وحياته. تعلّق بها. أحبها. أدمن عليها. ثم اختفتْ.
كان ذلك قبل 11 عاماً. شيئاً فشيئاً راحت تبعد. حاول الإتصال بها، لم تكن تجيب. بدّلت عنوان سكنها. أنهت تعاقدها مع الجامعة. علم من أصدقاء مشتركين أنها قررت العمل خارجاً. جنّ جنونه. ظلّ يبحث حتى وجدها قبل أيام قليلة من سفرها. في لحظة المواجهة، ظلّت صامتة. لم تعطه أي تبرير. توسّلها. رجاها. هددها، مؤكّداً لها: "إذا رحلتي، سأموت. لم يعد بإمكاني ان أتنفّس من دونك". لكنها رحلت، وتركته وحيداً يقاوم أعاصير هوجاء.
قبل أسبوعين. التقى بها صدفة، ومعها طفل صغير. لم يتحدّثا. نظر إليها فقط، وكأنه يريد أن يخبرها شيئاً، كأن يقول مثلاً: أعراض الإنسحاب منكِ أخذتْ وقتاً طويلاً، والجراح لم تلتئم سريعاً، لكنني لم أمتْ. رغم كل هذه المعاناة: "ما حدا بيموت ورا حدا". الوقت كفيل ببلسمة الألم. إبتسم. أكمل سيره. لكنه لم يدر لماذا عاد قلبه إلى الخفقان سريعاً.
3:15 م
أعلن علماء فلك أميركيون عن اكتشاف كوكب شبيه بكوكب الأرض خارج النظام الشمسي يتميز بدرجة حرارة عند سطحه تقدر بـ72 درجة فهرنهايت.
وقال العلماء من مركز «آيمس» للأبحاث التابع لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا» في كاليفورنيا ان الكوكب الذي اكتشفه تلسكوب «كيبلر» الفضائي يدور حول نجم يبعد حوالي 600 سنة ضوئية، أي انه قريب بحسب المعايير الفلكية. وأضافوا أن الكوكب المكتشف «يقع في وسط المنطقة المأهولة تماماً».
وأطلق العلماء على الكوكب الجديد اسم «كيبلر 22 ب»، وجاء اكتشافه نتيجة سنوات من الأبحاث عن كوكب ليس شديد الحرارة ولا شديد البرودة يمكنه أن يحتوي على محيطات على سطحه مثل «الأرض» لأن السوائل حيوية بالنسبة إلى تطور الحياة. وقال الباحث عن الكواكب جيف مارسي من جامعة كاليفورنيا ـ بيركلي «هذا اكتشاف استثنائي في تاريخ البشرية».
وأشار إلى ان هذا الكوكب «هو أصغر كوكب، يتميز بحجم أكثر شبهاً بحجم الأرض، والذي يوجد في منطقة دافئة حول شمس أخرى يمكن أن تسمح بالحياة».
وأضاف «نحن نبحث في الفضاء عن كواكب تذكرنا بكوكبنا، ونكاد نصل إلى هذه المرحلة».