للتواصل مع غرفة الاخبار يرجى الكتابة إلى Beirutnews@live.com

الأربعاء، 7 يوليو 2010

هكــذا تعــدّ مديريــات الأخبــار مراســليها

نقلا عن جريدة السفير جهينة خالدية : يخرجون إلى مشاهديهم ليلا نهارا، في نشرات إخبارية تبث على مدار الساعة، في سلاتهم أخبار، مشاهدات وآراء غالباً ما تُجمع في قالب واحد. يقدمون ما في جعبتهم لجمهور متلهف لما تدلي به الشاشات. جمهور يصغي لرسائلهم، يدقق فيها، يتبناها أو ينتقدها لانحيازها ولانخفاض منسوب المعلومة فيها، أو ربما لأنهم دعموها بوجهات نظر مغايرة لرأيه.
تساهم عوامل عدة في «تكوينهم» وبلورة خبراتهم، ليكونوا مراسلين وحتى «نجوماً» على الشاشة الصغيرة.
ارتاد كثير منهم كليات الإعلام، وقسم آخر جاء من خلفيات أخرى غير بعيدة عن مجال المعلومات والثقافة العامة. قد تكون خلفياتهم الدراسية عاملاً مساعداً في مهماتهم الصحافية، لكنّ المدرسة الأصعب والأساس هي المؤسسة الإعلامية نفسها. هناك «يُصنعون»، أو يُتركون تحت قاعدة: «الهواء يُعلّم».
إذاً، كيف يعد المراسل الصحافي، وكيف يضع المشاهد في «قلب الحدث»، مطبقاً مهمته الأساس: الحصول على المعلومة من المصدر، من الشارع، من الحدث، وتقديمها بأبسط طريقة وأكثرها مباشرة. بعض إجابات المعنيين بـ«صناعة» المراسل تأتي «بديهية» عند طرح هذا السؤال، وهي تدور حول الموضوعية، والمصداقية، وسرعة البديهة ، بالإضافة إلى إجابات أخرى تتناول معايير خاصة بالمؤسسة وأخرى مقتبسة عن المدارس العالمية. غير أن منهجية كل قناة، وإن وجدت، تبقى غير واضحة ومبهمة في أحيان كثيرة.
تلفت مديرة تحرير نشرة أخبار تلفزيون «الجديد» مريم البسام حين تسأل عن النقد الذي يطال أسلوب بعض مقدميها المفرط في الاستعراض إن «هؤلاء وإن انتُقدوا فهم يتميزون بالجرأة، الفطنة، كما أنهم أصحاب ملكة «الحكي على الهوا»، وعلى هذا الأساس تم اختيارهم بالدرجة الأساس». وتعتبر أن «ميزتهم أنهم ينقبون عن القصص والأخبار، وهذا ما يشكل رصيدنا».
لكنّها تعترف بوقوع بعض الأخطاء، معتبرة أنه «من غير العادل أن نحكم سلبا على كل العمل بسبب هفوات حصلت، ملمحة إلى تغطية حادثة سقوط الطائرة الأثيوبية»، إذ «لم نقصد جرح مشاعر أحد، كان هذا حدثا استثنائيا، بخلفية عاطفية كبيرة، ولا تجربة سابقة لدينا بتغطية حوادث سقوط طائرة، نعترف لقد وقعت أخطاء». وتضيف «نحن نعتبر أنفسنا مقياسا بالمهنية، إذا ما استثنينا مقدمة النشرة التي تحمل رأي المؤسسة، ففريقنا خضع لدورات تدريبية في الصحافة الاستقصائية، المدنية، وتغطية الحروب».
في «المؤسسة اللبنانية للإرسال» تلعب الخبرة الدور الإساس في اختيار كل مراسل، بحسب مدير أخبار «الحياة - أل بي سي» إيلي حرب، على أن «تصقل الخبرة بدورات تدريبية حول طريقة تقديم التقارير والرسائل في هذه المؤسسة».
ويرى حرب أن «السياسة العامة للمؤسسة تتطلّب تعدد الآراء، ونقل الخبر مع تجنب التحليل»، متوقفاً عند «تكريس الإثارة في الإعلام، وهو توجه يسود أكثر فأكثر، ويجعل كل مؤسسة تقع في حيرة حول اتباع هذا التوجه المغري أو مقاطعته بشكل تام، لهذا نحن نعتمد على خصوصية كل حالة، إذ نتجنب أن نمارس الإثارة على حساب مشاعر الناس». وبرأي حرب «يصعب على المؤسسة أن تفرض رقابة على مراسليها أو مقاطعة أحداث مهمة وحساسة. هذا ما واجهناه في جريمة كترمايا، وكنا أمام سؤال أساسي: هل نبث الصور أم نقاطع؟ واخترنا أن نبث أقل الممكن لتثبيت وجودنا في الحدث». وقد أظهر الحادث الأخير، بحسب حرب صعوبة الموقف الذي تقع فيه المؤسسات أمام تلك الأحداث، «ما يستدعي إبرام اتفاقيات حول الأخلاقيات المهنية يرضخ لها الجميع بدون استثناء».
وينطلق مدير تحرير نشرة «أخبار المستقبل» حسين الوجه من القاعدة العامة: «الهواء مسؤولية»، معتبراً أنه «من هنا يبدأ دور المراسل، أي بالالتزام بالحد الأقصى بالمهمة الملقاة على عاتقه وهي تقديم مادة واضحة، مفهومة، وبعيدة قدر الممكن عن العواطف، واستغلال خصوصية المصاب والمفجوع. فهي مادة إخبارية بالدرجة الأولى والأساس وتلتزم بمعايير أخلاقية صارمة، وهذه بالنسبة لنا أهم من السبق الصحافي».
مثله يأتي تركيز مدير أخبار قناة «المنار» علي الحاج يوسف على تدريب المراسلين من أولويات معتمدة «تبدأ بدقة المعلومة، ومصداقيتها ثم الالتفات إلى السبق، على أن لا يأتي كل هذا على حساب صاحب المأساة، فنحن نحاول بالقدر الممكن تجنب إظهار ضعف الناس، ونحترم حرمة الضحية، كما نحرص على ألا نحول التقارير إلى «مندبة». لكن هذا لا يمنع من أن الكاميرا قد تلتقط دمعة أو تأثرا، علينا ألا ننسى أن عالم التلفزيون عالم صورة». وعلى الرغم من هذا، يلفت الحاج يوسف «تقع على عاتق المراسل مهمة نقل معظم ما يراه، فهو الشاهد العيان على الأرض». ويشير من جهة ثانية، إلى أن أغلب الدورات التدريبية التي يخضع لها المراسلون تركز على تغطية الحروب، في حين نحتاج إلى دورات دقيقة حول الأحداث الإنسانية، الاجتماعية والبيئية».
ويضع مدير نشرة أخبار قناة «أم تي في» غياث يزبك لائحة بأبرز الصفات التي يجب ان يتحلّى بها المراسل، منطلقاً من أن «إعداد المراسل الصحافي لا يكون في مجموعة مقرارات جامعية فقط، بل يضاف إليهاغ ثقافة عامة، أداء، علاقات، قدرة على التواصل وإجراء المقابلات، لغة عربية صحيحة، إلقاء متقنا ومجموعة من التوصيات التي تركز على عدم انتهاك حرمات الناس لا خدش مشاعر المشاهد». وكل هذا لا يعني بحسب يزبك أن «لدى القناة دستورا مقدسا نسير على خطاه، بل هناك أخلاقيات عامة نفترض أنه يجب ألا نحيد عنها، وهو ما طبقناه في جريمة كترمايا حيث التزمنا عدم بث أي صورة، من دون أن نشعر بالتقصير أو الغياب عن الحدث». ويشدد يزبك على «ضبط إيقاع النشرة ومراسليها الذي يكون بالدرجة الأساس من الاستديو وغرف التحرير لا من الأرض، لأنه لا يمكن لمراسل أن «يستلم هوا» قبل أن يتدرب على كل ما سبق». بهذا المعنى يصل يزبك إلى الخلاصة الأهم إنها مسؤولية إدارات القنوات وتحرير نشرات الأخبار لضبط المستوى في كل حدث وحادث

0 comments:

إرسال تعليق