للتواصل مع غرفة الاخبار يرجى الكتابة إلى Beirutnews@live.com

الخميس، 29 سبتمبر 2011

3 ملايين قطعة سلاح فردي في أيدي اللبنانيين تساهم في قتلهم!

كتبت رلى مخايل : مساء الأحد قبل الفائت قضت عائلة من سبعة أفراد بنيران قيل إنها من الابن الأكبر، والأسبوع الذي سبقه وفي أقل من 48 ساعة سقط 8 قتلى واكثر من 30 جريحاً في حوادث متفرقة في البقاع وفي الفنار- المتن. تعددت الاسباب من مشكلة "نفسية" الى أزمة اجتماعية إلى خلاف على ارض او خلاف على اشتراكات الكهرباء، او خلاف على خلفية "خطبة"... الاّ ان الحلول كان قاسمها مشتركاً: "اطلاق النار"، ومحاولة اسكات الخصم بالرصاص! واستخدام السلاح الفردي في حل المشكلات اليومية ليس جديداً في لبنان، وليس صعباً نتيجة توافره بين ايدي الناس.


"اسباب عدة ساهمت في حيازة اللبنانيين لنحو 3 ملايين قطعة من السلاح الخفيف، وفق تقديرات تقريبية"، على ما يقول فادي ابي علام رئيس "حركة السلام الدائم". منطق التسلح خلال الحرب، السلاح الذي تركته بعض الجيوش والميليشيات في لبنان بعد خروجها، ومصادرة الدولة للسلاح الثقيل والمتوسط من دون الخفيف بعد انتهاء الحرب الأهلية واتفاق الطائف، عدم ضبط تهريب الاسلحة عبر الحدود، إضافة إلى العادات والتقاليد التي تشجع على حيازة الأسلحة الخفيفة التي تستعمل فردياً... والاسلحة الخفيفة هي اسلحة حجمها صغير ووزنها خفيف يسهل اقتناؤها وتهريبها والاتجار بها في السوق السوداء، وهي خاضعة، كأي سلعة، لمنطق العرض والطلب.
العادات والتقاليد
غالبا ما يستخدم السلاح الفردي في لبنان للتعبير عن المشاعر في المناسبات، اكان الفرح او الحزن او الغضب، فيتم اطلاق الرصاص في المآتم والاعراس، وللاحتفال بنجاح الاولاد في الشهادة المتوسطة مثلاً، وبعدما ينهي احد الزعماء خطابه او بعد ان يعتلي السلطة من جديد  من دون ان يكون له حتى اي منافس في السباق الى السلطة... وغالباً ما يخلف الرصاص الطائش ضحايا، ولا من يحاسب. كما قد يتمّ اللجوء الى السلاح لتصفية خلافات شخصية وربما عائلية، كما حدث مطلع الشهر الجاري، وكما يحدث من حين الى آخر.
ولا يغيب السلاح عن الامثلة الشعبية التي تعتبره "زينة الرجال" وبعضهم يقول "خلق الصبي، زدنا بارودة"... والتعبير بالسلاح هو طريقة بدائية تعود الى ما قبل الحضارة والتمدن واللغة، يوم كان يتم التعبير عن المشاعر بصوت القرقعة، كان هذا سابقاً للغة والفن... وما يعزز الأمر، ميل اللبنانيين الى التباهي، اذ يتم حمل السلاح والمفاخرة به، تماماً كحمل السيجار والتباهي به. ويشرح ابي علام ان حمل السلاح يعزز شعور حامله انه دائماً على استعداد لاستعماله ويدفعه الى التفتيش عن ضحية. ففي بعض الاحيان نرى اثار رصاص على آرمات وهذا يدل الى ميل حامل السلاح للتفتيش عن هدف.

اشكالية القانون
يكاد لا يغيب الخبر شبه اليومي عن وسائل الاعلام، وفق رصد "حركة السلام الدائم"، انه عثر على قطع سلاح  في مكان ما في لبنان او حصل انفجار قنبلة يدوية مرمية في القمامة. وفي بعض الاحيان يعود هذا الامر الى ان بعض المواطنين يلجأون الى التخلص من اسلحة فردية حازوها بالوراثة او بحكم امر واقع خارج عن إرادتهم، او بإرادتهم، فيعمدون الى رميها بالنفايات اذ ان القانون لا يشجع المواطنين على التقدم الى السلطات الامنية في هذه المسألة.
ويقول ابي علام: "هناك إشكاليّة قانونيّة أيضاً، يجب العمل على حلها، وهي أن كل من ينوي تسليم سلاحه للدولة يتعرّض للمساءلة، ويفتح محضر تحقيق معه وتطلب النشرة القانونية مما قد يؤخر خروجه من المخفر او يبيت ليلة هناك، وهذا لا يشجع الناس على التخلص من السلاح الفردي". ويقترح ابي علام ان تعطي الدولة فترة سماح للمواطنين الذين يودون التخلص من الاسلحة الفردية" فتحدّد شهراً واحداً معيناً تعفي خلاله من يسلّم سلاحه من المساءلة، ما سيشجّع الكثيرين، حتماً، على تسليم أسلحتهم".

رخص حمل الاسلحة
ضف الى ان البيئة الثقافية والمتوارثة تشجع على اقتناء السلاح الفردي واستعماله والقانون لا يشجع على التخلص منه، هناك اشكالية اعطاء رخص السلاح.
فقانون الأسلحة والذخائر اللبناني يحصر صلاحية إعطاء رخص اقتناء السلاح وحيازته وحمله بمرجعية وزارة الدفاع، وينص القانون المذكور على "حظر نقل الأسلحة والذخائر أو حيازتها من الفئة الرابعة في الأراضي اللبنانية، ما لم يكن الناقل حائزاً رخصة صادرة عن قيادة الجيش وتعطى لمدة سنة واحدة ويجوز تجديدها". الا ان الخطير في الامر، وفق ابي علام، هو في "عشوائية اعطاء الرخص ومضمونها، فاغلب هذه الرخص تعطى لمحسوبين على فئات سياسية ونافذين من دون ان يحدد فيها نوع السلاح او كميته. اذ غالبا ما تنص على ان "الكم مختلف" و"النوع مختلف" ايضا. كما تمنح رخص "تسهيل مرور".
اسئلة كثيرة تطرح، لاسيما مع تصريح مسؤولين ان حل مسالة السلاح الفردي في لبنان صعبة ومعقدة، ويبقى ان الوعي المواطني مهم جداً في التعامل مع مسألة السلاح الفردي واستعماله وطرق تخزينه وابقائه بعيداً من ايدي من لا يعرف كيف يتعامل معه، خصوصاً اننا نسمع كثيراً عن حوادث الموت "بالغلط" لاسيما عبر بنادق الصيد التي تعتبر ايضا من فئة الاسلحة الخفيفة الفردية. 
نقلا عن جريدة النهار اللبنانية

0 comments:

إرسال تعليق