صفحات الموقع

الثلاثاء، 12 يونيو 2012

الطبقية تضرب صميم المجتمع في لبنان : حرش بيروت ممنوع دخوله إلا على الميسورين !

سقى الله المساحات الخضراء التي كانت تزّين بيروت في ما مضى. اليوم، يكاد المار في شوارع العاصمة اللبنانية، لا يجد شجرة يتفيأ ظلها. حتى «حرش بيروت»، المساحة الخضراء العامة الأكبر في المدينة، لا يزال مقفلاً منذ 17 عاماً في وجه قاصديه. مع ذلك، يستطيع دخول الحرش كل من يحصل على إذن خاص من محافظة المدينة، يشمل تحقيق لائحة من الشروط، أبرزها أن يكون صاحب الإذن قد تجاوز الـ 35 من العمر، وأن يكون من «نخبة المجتمع»، أو أجنبياً.
 لماذا؟ «لأنّهم يعتبرون أنّ الأجنبي نظيف، والبلدي وسخ» يقول المدير التنفيذي في «جمعية نحن» محمد أيوب الذي يخوض هذا الصيف معركة لإعادة افتتاح الحرش أمام الجميع.تستنكر مجموعة من منظمات المجتمع المدني قضية إغلاق الحرش. في هذه المساحة الخضراء الشاسعة، يمكن الأولاد أن يلعبوا بعيداً عن الشوارع، كما يمكن العجزة أن يتنزّهوا هناك أو أن يجلسوا على المقاعد، بدل أن يتسكعوا طيلة الوقت بين السيارات ومخاطرها. انطلاقاً من هذه الفكرة، اجتمعت منظمات المجتمع المدني، ودعت الناس إلى التنزه في 12 مساحة في أرجاء بيروت يوم السبت 16 حزيران (يونيو)، بهدف الضغط على بلدية المدينة كي تأخذ قراراً بفتح الحرش أمام الجميع وإعلان تاريخ محدد لذلك. هذا ميدانياً، أما قانونياً، فيشرح أيوب أنّ المنظمات قدمت للجنة الحدائق في بلدية بيروت، دراسة قانونية واجتماعية تساعد في تنظيم إعادة الافتتاح. لكن أيوب يؤكد أنهم ــ كجمعيات ـــ لا يضمنون سلوك الناس في حال افتُتح الحرش، «لأن الحس بالمدنية والمسؤولية قلما يبرز في المبادرات الفردية. يجب إيجاد قانون صارم وتطبيقه كي تتأصل فينا قيم حماية الطبيعة والمحافظة على النظافة». الدراسة المقدَّمة، تشمل مواعيد دخول الحرش (6 صباحاً) والخروج منه (8 مساءً)، كما تشمل فرْز متطوّعين لمراقبة الحرش، بعد تلقينهم التدريبات اللازمة.

 إضافة إلى ذلك، سيُمنح زائر الحرش بطاقة دخول كُتب عليها النظام الداخلي للحديقة، بعد أن تؤخذ بعض المعلومات الشخصية عنه، ما يخوّل إدارة الحديقة محاسبته في حال المخالفة. والمحاسبة هنا ستكون بالمنع من الدخول لفترة محددة، حسب درجة المخالفة المرتكبة. إعادة افتتاح «حرش بيروت» ستؤمن مساحة لعب للأطفال، واستراحة للطلاب، وجوّاً «نظيفاً» للمتنزهين من مختلف الطبقات الاجتماعية والشرائح العمرية، خصوصاً أن «النرجيلة» والدخان سيكونان ممنوعين في الداخل، حسب الجمعيات البيئية التي تتابع الموضوع. وكما علمت «الأخبار»، فإن مبادرة افتتاح الحرش ستلقى تعاوناً إيجابياً من قبل البلدية والمحافظة، ما يعني اسقتبال المساحة الخضراء للزوار قريباً... على أمل أن تُطبَّق مخططات «النظافة، والمراقبة، والمحاسبة» بشكل دائم، وليس لأيام أو أسابيع قليلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق