ستار ابيض يخفي خلفه هالة من الحب والوطن والمقاومة والثورة... الثورة على الواقع الذي نعيشه، الحب لوطن نحلم به يومياً، والمقاومة لكل شهيد وطن ناضل من اجله ودفع حياته ليراه حرّاً.
على ايقاع عزف الفرقة الفلهارمونية لمدينة براغ يقودها المايسترو هاروت فازليان، انتظر آلاف الأشخاص، لكي يسقط الستار على مسرح "بلاتيا" وتطل عليهم "ابنة الجنوب"، فنضالها دائمًا ما كان يعطي قبلة الحياة لأشد لحظات الثورات اللبنانية ضعفاً، فهي الملتزمة بالقضايا لا بالأحزاب، وبمبادئ المقاومة لا بالأشخاص، رافضة تأطيرها في اطر تضيق بها وبأفكارها السامية.
الافتتاحية كانت مع أغنية "يوماً ما"، عنوان البومها الجديد الذي صدر منذ فترة وجيزة، وهو اليوم الذي انتظره أحباؤها ليتذكروا سنوات طويلة من عمرهم، فهي جزء من حياتهم، شئنا أم أبينا، وهي أيضاً أرادت استرجاع هذه الذكريات، فتوجهت الى جمهورها قائلة "وأخيراً جاء 4 شباط والتقينا، ثمة الكثير من القصص التي سنحكيها الليلة معاً، عن أوقات راحت وأخرى بقيت، عن أناس أحبونا وتركونا، عن أوطان وشعوب تغيرت أو لم تتغير ".
أوطان وشعوب تغيرت، فبعد مضي عام على بدء "الربيع العربي" يتطلع الكثيرون إلى ما بعد هذه المرحلة بعين الترقب والحيرة، فمن حلّ عليه هذا الربيع، يعاني بعضه اليوم الامرين، الا ان هذا الربيع هو ظاهرة من الظواهر التي تستحق التأمل والنظر، أما لبنان فهو الوطن الوحيد الذي لم يتغير، "فالج ما تعالج"، ربما حاولت جوليا أن تسرب عبر كلماتها رسالة الى كل السياسيين الذين تواجدوا في الحفلة، الا انها هي أيضاً ظاهرة تستحق التأمل والنظر والاستماع اليها.
"يا قصص عم تكتب أسامينا ع زمان الماضي وتمحينا"، فاسم لبنان يُكتب يومياً على صفحات اقليمية وعالمية، انما الورق يتلاشى مع مرور الوقت، خلافاً لصوتها الذي أبى أن يمحو "لبنان" من على لسانها، فانتصر على أعدائه مثلما "انتصر لبنان"... ايمانها عميق ولا يتزحزح، فمهما تبدلت السلطات والاشخاص، بقيت شامخة، لأنها وبكل بساطة "تتنفس حرية"، كما أنها مقاومة، فلم لا "نقاوم" ونسير معاً على الدرب نفسه؟
جوليا لم تكتف بهذه الاعمال الخالدة، انما أطلقت نيرانها في وجه كل من يحاول التشكيك بوطنيتها، وكأنه يصطاد في مياه نقية انما خالية من الاسماك، فمنذ أيام قليلة، علت الاصوات بعدما انتشر فيديو يوتيوب لأغنية "أطلق نيرانك لا ترحم"، مرفقاً بالعنوان التالي: "جوليا بطرس... أطلق نيرانك لا ترحم... إهداء للجيش السوري". ورغم الانتقادات العديدة التي واجهتها حينها، فضلت ان تلتزم الصمت، الا انها كسرت هذا السكوت، حين فاجأت الجمهور بسماع صوت هدير لمروحية عسكرية، تبعه إنزال نفذه أفراد من الجيش اللبناني على المسرح، حاملين الأعلام اللبنانية في لوحة فنية فريدة وطبعاً على أنغام "أطلق نيرانك". فردّت جوليا بكل وضوح على كل المنتقدين المضللين.
ومن الوطن الى الحب، انما حب الام لولدها، ففي لفتة خاصة منها، قدمت جوليا أغنية "حبيبي" للشاب طلال قاسم الذي توفي في حادث مؤسف، وفي التفاصيل وهي كما روتها جوليا على المسرح، ان والدة الشاب، زينا قاسم، أرسلت لها رسالة نصية في وقت سابق، تشرح لها مدى تعلقها بهذه الأغنية، خصوصاً ان كل كلمة منها تذّكرها بابنها الذي خسرته، بل أنها تشعر وكأنها هي المعنية بها... هذا الشاب الذي فقدته والدته عن عمر يناهز 17 عاماً، بعد ان خرج من منزله صباحاً متوجها الى مدرسته سيراً، لتصطدم به سيارة، فسلّم أمره لخالقه، والمؤسف ان من صدمه، أمضى فترة اربعة أشهر في السجن، ليخرج حرّاً ويعود الى ذويه... "لذا لن أغني هذه الاغنية لكي نتذكر الحادثة، بل لكي أقول لزينا انني أشعر بمعاناتها، كما انني اشعر ان طلال متواجد اليوم بيننا وهو يرانا ويستمع الينا، لذا أقول لطلال، "طلال انت الليلة رح تشوفني وتسمعني عم غني "حبيبي" بس ما تصدق، هيدا مش صوتي، هيدا صوت زينا اللي كل ليلة وكل يوم وكل ساعة وكل دقيقة بتقلك "حبيبي".
جوليا، انت حبيبتنا أيضاً، لان تلك الكلمات قلبت كياننا، فمن كان متألماً، حزيناً على فقدان أخ، ابن، اب، أم... تسلّح حينها بتلك الكلمات لكي يخاطب من خسرهم، ومن منا لم يخسر حبيبا، وما لا تعرفه جوليا أن 3500 شخص انتقلوا من "بلاتيا" حينئذ الى مكانٍ ما، مكان يشعرنا بالدفء والطمأنينة وراحة البال، مكان نلتقي فيه من فقدناه ونقبله ونقبله ونقبله...
الجدير ذكره أن مجموعة من الاطفال شاركت جوليا في هذه اللفتة، فزينوا المسرح حاملين الشموع كما رافقوها في أغنية خاصة بعنوان "أطفال" من كلمات غيا حداد، وهي مهداة إلى أطفال فلسطين، أطفال الحجارة والسلام، واللافت ان جوليا لم تستطع اخفاء دموعها تأثراً.
شكراً جوليا بطرس، شكراً لكل ما قدمته طوال مسيرتك الفنية، شكراً لكل أغنية زينت هذا الحفل، خصوصاً أغنية "أحبائي"، التي أبى الجمهور ان يخرج من الحفلة من دون ان تؤديها، ونعتذر منك اذا أعدناك الى المسرح مرتين لكي تؤديها، فكان ختامها مسكا، شئنا ام أبينا، أيدنا ام اعتكفنا، هي أغنية الشهداء والاحرار والابرار.
على ايقاع عزف الفرقة الفلهارمونية لمدينة براغ يقودها المايسترو هاروت فازليان، انتظر آلاف الأشخاص، لكي يسقط الستار على مسرح "بلاتيا" وتطل عليهم "ابنة الجنوب"، فنضالها دائمًا ما كان يعطي قبلة الحياة لأشد لحظات الثورات اللبنانية ضعفاً، فهي الملتزمة بالقضايا لا بالأحزاب، وبمبادئ المقاومة لا بالأشخاص، رافضة تأطيرها في اطر تضيق بها وبأفكارها السامية.
الافتتاحية كانت مع أغنية "يوماً ما"، عنوان البومها الجديد الذي صدر منذ فترة وجيزة، وهو اليوم الذي انتظره أحباؤها ليتذكروا سنوات طويلة من عمرهم، فهي جزء من حياتهم، شئنا أم أبينا، وهي أيضاً أرادت استرجاع هذه الذكريات، فتوجهت الى جمهورها قائلة "وأخيراً جاء 4 شباط والتقينا، ثمة الكثير من القصص التي سنحكيها الليلة معاً، عن أوقات راحت وأخرى بقيت، عن أناس أحبونا وتركونا، عن أوطان وشعوب تغيرت أو لم تتغير ".
أوطان وشعوب تغيرت، فبعد مضي عام على بدء "الربيع العربي" يتطلع الكثيرون إلى ما بعد هذه المرحلة بعين الترقب والحيرة، فمن حلّ عليه هذا الربيع، يعاني بعضه اليوم الامرين، الا ان هذا الربيع هو ظاهرة من الظواهر التي تستحق التأمل والنظر، أما لبنان فهو الوطن الوحيد الذي لم يتغير، "فالج ما تعالج"، ربما حاولت جوليا أن تسرب عبر كلماتها رسالة الى كل السياسيين الذين تواجدوا في الحفلة، الا انها هي أيضاً ظاهرة تستحق التأمل والنظر والاستماع اليها.
"يا قصص عم تكتب أسامينا ع زمان الماضي وتمحينا"، فاسم لبنان يُكتب يومياً على صفحات اقليمية وعالمية، انما الورق يتلاشى مع مرور الوقت، خلافاً لصوتها الذي أبى أن يمحو "لبنان" من على لسانها، فانتصر على أعدائه مثلما "انتصر لبنان"... ايمانها عميق ولا يتزحزح، فمهما تبدلت السلطات والاشخاص، بقيت شامخة، لأنها وبكل بساطة "تتنفس حرية"، كما أنها مقاومة، فلم لا "نقاوم" ونسير معاً على الدرب نفسه؟
جوليا لم تكتف بهذه الاعمال الخالدة، انما أطلقت نيرانها في وجه كل من يحاول التشكيك بوطنيتها، وكأنه يصطاد في مياه نقية انما خالية من الاسماك، فمنذ أيام قليلة، علت الاصوات بعدما انتشر فيديو يوتيوب لأغنية "أطلق نيرانك لا ترحم"، مرفقاً بالعنوان التالي: "جوليا بطرس... أطلق نيرانك لا ترحم... إهداء للجيش السوري". ورغم الانتقادات العديدة التي واجهتها حينها، فضلت ان تلتزم الصمت، الا انها كسرت هذا السكوت، حين فاجأت الجمهور بسماع صوت هدير لمروحية عسكرية، تبعه إنزال نفذه أفراد من الجيش اللبناني على المسرح، حاملين الأعلام اللبنانية في لوحة فنية فريدة وطبعاً على أنغام "أطلق نيرانك". فردّت جوليا بكل وضوح على كل المنتقدين المضللين.
ومن الوطن الى الحب، انما حب الام لولدها، ففي لفتة خاصة منها، قدمت جوليا أغنية "حبيبي" للشاب طلال قاسم الذي توفي في حادث مؤسف، وفي التفاصيل وهي كما روتها جوليا على المسرح، ان والدة الشاب، زينا قاسم، أرسلت لها رسالة نصية في وقت سابق، تشرح لها مدى تعلقها بهذه الأغنية، خصوصاً ان كل كلمة منها تذّكرها بابنها الذي خسرته، بل أنها تشعر وكأنها هي المعنية بها... هذا الشاب الذي فقدته والدته عن عمر يناهز 17 عاماً، بعد ان خرج من منزله صباحاً متوجها الى مدرسته سيراً، لتصطدم به سيارة، فسلّم أمره لخالقه، والمؤسف ان من صدمه، أمضى فترة اربعة أشهر في السجن، ليخرج حرّاً ويعود الى ذويه... "لذا لن أغني هذه الاغنية لكي نتذكر الحادثة، بل لكي أقول لزينا انني أشعر بمعاناتها، كما انني اشعر ان طلال متواجد اليوم بيننا وهو يرانا ويستمع الينا، لذا أقول لطلال، "طلال انت الليلة رح تشوفني وتسمعني عم غني "حبيبي" بس ما تصدق، هيدا مش صوتي، هيدا صوت زينا اللي كل ليلة وكل يوم وكل ساعة وكل دقيقة بتقلك "حبيبي".
جوليا، انت حبيبتنا أيضاً، لان تلك الكلمات قلبت كياننا، فمن كان متألماً، حزيناً على فقدان أخ، ابن، اب، أم... تسلّح حينها بتلك الكلمات لكي يخاطب من خسرهم، ومن منا لم يخسر حبيبا، وما لا تعرفه جوليا أن 3500 شخص انتقلوا من "بلاتيا" حينئذ الى مكانٍ ما، مكان يشعرنا بالدفء والطمأنينة وراحة البال، مكان نلتقي فيه من فقدناه ونقبله ونقبله ونقبله...
الجدير ذكره أن مجموعة من الاطفال شاركت جوليا في هذه اللفتة، فزينوا المسرح حاملين الشموع كما رافقوها في أغنية خاصة بعنوان "أطفال" من كلمات غيا حداد، وهي مهداة إلى أطفال فلسطين، أطفال الحجارة والسلام، واللافت ان جوليا لم تستطع اخفاء دموعها تأثراً.
شكراً جوليا بطرس، شكراً لكل ما قدمته طوال مسيرتك الفنية، شكراً لكل أغنية زينت هذا الحفل، خصوصاً أغنية "أحبائي"، التي أبى الجمهور ان يخرج من الحفلة من دون ان تؤديها، ونعتذر منك اذا أعدناك الى المسرح مرتين لكي تؤديها، فكان ختامها مسكا، شئنا ام أبينا، أيدنا ام اعتكفنا، هي أغنية الشهداء والاحرار والابرار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق