صفحات الموقع

السبت، 10 ديسمبر 2011

السيدة فيروز تطل من ساحل علما فيزهر ربيع القلوب

الصورة - السيدة فيروز في ساحل علما

ليلة أمس ليلة فيروز. لسبب غامض قررت أن تطلع علينا وتغني، وهو زمن الثورات، وفي حفلها الذي فاجأنا، ثورة على الصمت، واستدعاء ربيع خاص لصوتها، الذي يملك أكثر من صوت في اقتران الحلم بالقوة والرغبة بالحب، والكلمة بالبساطة. ثم ان حفلاتها ليست وقفات مبهجة كبيرة بين حزن وحزن، ففيه إلحاحات أرواحنا إليها، إلى نسيج أغنياتها التفصيلي، إلى دواخله ذات الإيقاعات المتعددة، ثم فيه هذه الذات المنشطرة المتجاذبة بين اليأس والأمل، في الشرط الإنساني لمطلق عيش.
تجاوزنا السؤال عن اختيار مكان الحفل، الذي كان بعيداً وجديداً بالنسبة لنا، كما احتشاد جمهور فيروز في مكان مكشوف على البرد والريح قبل أن يتسنى لهم الدخول إلى قاعة المسرح، تجاوزناه أيضاً، إكراماً لعشقنا الباقي لها، ولرغبتنا إلى سماع صوتها أينما اختارت وكيفما شاءت. مسرح Platea في ساحل علما، امتلأ عن آخره بجمهور السيدة، كما حضر الحفل العماد ميشال عون والرئيس سليم الحص.
«يا موت هزمتك كل الفنون» هكذا ذكرتنا فيروز بجملة محمود دوريش، من خلال صوتها الحي، وكان الكثير من الناس قد راهن على أنها ستغني عبر الـPlay Back لكنها غنت كما يليق بها، مصاحبة بفرقة موسيقية ضخمة وأطلت بفستانها الأبيض، شاحبة قليلاً لكن متماسكة، وأطلقت صوتها في استعادة من الريبرتوار الرحباني بعد أن استهلت الفرقة الموسيقية بمعزوفة أيضاً للرحابنة الكبار الراحلين: طلع القمر لفي حبيبي/ غاب القمر وعي حبيبي، لتبدأ فيروز بعد ذلك تنكش فينا حنيناً قديماً في أولى أغنياتها: تعا ولا تجي/ واكذب عليّ/ الكذبة مش خطية/ وعدني إنك راح تجي/ وتعا ولا تجي.

فيروز أتبعت هذه الأغنية وسط تصفيق هستيري من الحضور بأغنية: «غيروا أهل الهوى». من الدقة بمكان ملاحظة أن السيدة فيروز كانت تراعي في غنائها قياسات لحنية على قدر صوتها الذي بقي لا شك جميلاً، لكن محاذراً المدّات العالية والسحبات الطويلة، فيما جمهورها في احتفاله بها، لم يراع حماسة التصفيق الحاد، والاستغراق الكامل بحضورها وبصوتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق