ما لا تعرفه عن النوادي الرياضية

بعدما بات يشكّل محطة أساسية في حياة البعض، قد ينسى هؤلاء أحياناً شروطاً أساسية تتعلق بإرتياده المستمر. فماذا لو لم يعد للنادي الرياضي فوائده الصحية؟
 

ليس دائماً الحل الأمثل

يعتبر البعض أن ممارسة الرياضة في النادي أفضل أحياناً من ممارستها في الهواء الطلق، أو مع الآلة المخصّصة للمشي في المنزل. ويشيرون الى أنه فضلاً عن تعزيز الحياة الاجتماعية، يقدّم النادي لروّاده خيارات أوسع وأشمل مع آلات مُجهَّزة ومتطورة للتنويع في التمارين، في حين أن الخيارات المتاحة للفرد في منزله تبقى محدودة، من دون أن ننسى المواكبة التي يحظى بها في النادي، إذ يرافقه مدرّب متخصص. ورغم ذلك، يلفت مدرب اللياقة روني لطوّف إلى أن الاشتراك في النادي غير محبب لجميع الناس ولكل الفئات العمرية. فعند الأولاد مثلاً، بدءاً من عمر11 سنة فقط، يمكن الولد بدء الرياضة الخفيفة وليس قبل ذلك الوقت. كما إنه يمنع على من يعاني أمراضاً صحية ارتياد النادي، ويفضّل ألا تمارس الحوامل الرياضة بشكل مكثّف ومرهق، وان تتم استشارة الطبيب قبل التسجيل.

قد لا يُساعد في خسارة الوزن!

 مع بدء ارتياد النادي، يطرح كُثُر سؤالاً يشكِّل هاجساً لديهم: "هل ممارسة الرياضة – وحدها - كفيلة بإنقاص الوزن؟". يوضح لطّوف أنها غير كفيلة بذلك، وخصوصاً إذا لم يواكبها نظام وأسلوب حياة مستقّر يشمل ممارسة الرياضة بمعدل 4 مرات أسبوعياً لمدة ساعة تقريباً، مصحوبة بالحميّة الغذائية. فلا ممارسة الرياضة بلا حميّة تسهم في خسارة الوزن ولا الحمية الغذائية من دون رياضة توصل إلى الهدف المنشود. باختصار، لإنقاص وزنك عليكَ التقليل من الوحدات الحرارية التي تتناولها ورفع معدل الوحدات الحرارية التي تصرفها.
من الناحية الطبيّة، فإن الرياضة لا تحرق الكثير من الشحوم، أي إن حرق الوحدات الحرارية الموجودة في فطيرة تفاح مثلاً بحاجة الى ساعتين ونصف ساعة هرولة للتخلص منها. كذلك، ان الريجيم بدون رياضة قد يخسرك وزناً من الوزن الصافي للعضل والدهون والعظام في الجسم (Masse Maigre)، وهذا بالطبع ليس هدفك. لذا، للمحافظة على العضل، علينا ممارسة الرياضة وفي الوقت نفسه يجب الامتناع عن بعض المأكولات، فبهذه الطريقة نحصل على النتيجة المرجوة.
 

لا تفعلها في النادي 

■ لا تنسَ أن تشرب الماء قبل ممارسة الرياضة: عليك أن تبدأ بشرب الماء قبل ساعة من ممارسة الرياضة، بمعدل نصف ليتر في الساعة والاستمرار في ذلك حتى خلال ممارستها.
■ لا تكثر من المشروبات الغازية بعد الرياضة: الماء هو الشراب الأنسب بعد الرياضة، وفي إمكانك اضافة ملعقتين من السكر لتحلية كوب الماء. 
■ لا تمارس الرياضة مباشرة بعد تناول وجبة غذائية: من الأفضل الاستراحة لـ3 ساعات بعد الأكل قبل ممارسة الرياضة، لتجنّب عصر الهضم.
■ لا تتناول السكر لكسب الطاقة: السكاكر والحلويات من شأنها أن ترفع معدل السكر في الدم، مما قد يؤدي الى نقص السكر في الدم (Hypoglycemie). يمكن في المقابل تناول فاكهة سريعة الهضم كالتفاح أو الموز أو الإجاص قبل ساعة تقريباً من موعد الحصة الرياضية.
■ في بعض الأحيان، وخصوصاً بالنسبة إلى مَن يعاني مشكلات صحيّة معيّنة، يجب ألاّ ينضم الى نادٍ رياضي قبل استشارة الطبيب، والتأكد من أن صحته تسمح له بممارسة كل التمارين الرياضية ومن دون التعرّض للخطر.
   

النادي المثالي

■ يجب أن يكون قريباً من موقع السكن أو العمل: لا شيء أسهل من إيجاد الأعذار لعدم التوجه إلى الرياضة، فكيف سيكون الوضع في حال كان النادي بعيداً من بيتك أو مكان عملك؟
■ ينبغي أن تكون قيمة الإشتراك ملائمة للخدمات التي يقدمها النادي: يجب أن يقابل ثمن الإشتراك فائدة كبيرة لك تساوي المبلغ الذي تدفعه. فلا فائدة من الاشتراك في نادٍ مترف لاستعمال جهازين فقط مثلاً.
■ يجب ألاّ يكون النادي مزدحماً دائماً وأن يبقى نظيفاً ومنظماً وفق المواعيد والبرامج: آخر ما تود مواجهته هو الوقوف في "الطابور"، في انتظار الدور لاستعمال جهاز ما.
■ يجب أن تتوافر في النادي أجهزة كافية ومتنوعة: من المهم جداً التنويع في الحركات الرياضة. لذا، فإنَّ اختيار نادٍ يحتوي على تلك الأجهزة ،يسهم في الحصول على القليل من كل شيء.
■ يجب أن يقدم الى روّاده برامج ومدرِّبين: حتى لو لم تكن الصفوف والبرامج الصارمة هدفك، إلاّ أن حضور المدربين في النادي أمر أساسي. ذلك أنهم يقدمون النصائح والإرشادات التي تفيد وتساعد في إتمام التمارين الصحيحة.

تذكَّر دائماً

ممارسة الرياضة ليست الهواية المفضلة لكثيرين منّا، كونها تكلّف وقتاً وجهداً وتعباً جسدياً ومللاً وربما تعباً نفسياً (خصوصاً لمن يعاني مشكلة الوزن الزائد). يستحسن ألا تبالغ في الوقت والتمارين في الفترة الأولى التي تقصد فيها النادي. مارس الرياضة بهدوء كي لا تنفر منها لاحقاً. حاول إتباع نمط حياة رياضي: قمْ مثلاً باسخدام السلالم عوض المصعد، أو إذهب إلى مكان عملك مشياً في حال كان قريبا، وكنْ على ثقة بأنك ستتعلَّق بالرياضة وتشعر أنك بحاجة دائمة إلى ممارستها دائماً.