جديد “الجامعة اللبنانية” في عهد رئيسها عدنان
السيد حسين “بدعة” يتداولها طلاب الجامعة تقنص محاولات استنهاض الجامعة من بؤر
المحاصصة السياسية والحزبية والعودة بها الى حضن الوطن، حيث باتت خانة تحديد
المذهب من الضرورات الأساسية في بطاقة تسديد رسوم تسجيل الطالب للعام الجامعي
الحالي.
يؤشر البند الجديد المستحدث في “اللبنانية” والذي
تم إلغاؤه منذ 15 عاماً من الهوية الشخصية الى السعي المتواصل لقوى تحاول ترسيخ
ثقافة الطائفية البغيضة والمذهبية المتقوقعة داخل حرم الجامعة “الوطنية” التي
طالما انطلقت منها شرارة الدفاع عن لبنان الواحد والموحد على اختلاف أطيافه.
لم تعد المحسوبيات السياسية والمناطقية العلنية
وحتى المبطنة التي تحكم الدخول الى الجامعة هي العنصر الوحيد ذلك أن الـ”نيو”
أولوية، الى جانب السيرة الذاتية للطالب هي إبراز المذهب بصورة جلية وفي خانة قبل
الجنسية يحدد على ضوئها طريقة التعاطي مع طلاب كان بعضهم يشكون من طغيان المفهوم
الحزبي في التعاطي معهم داخل صرح تربوي باتت علامات الاستفهام تكبر حول تعاطي
إدارة الجامعة التي حتى الآن، لا تزال تبحث قرار شطب خانة “المذهب” أم إبقائها، في
“تطور” يبشر بتخريج أجيال سيكون شعارها المستقبلي الجديد “المذهب أولاً”.
الطلاب
عصر جديد يشهده ما تبقى من جامعة الوطن التي باتت
كما لبنان أسيرة مشروع يرتكز على مصالح “الحزب” وتكريس فرز طائفي الى جانب الفرز
السياسي في الجامعة بحسب ما أكده رئيس مكتب الطلاب المركزي في قطاع الشباب في
“تيار المستقبل” طارق الحجار الذي لفت الى أن هذا الأمر تطور خطير في الجامعة الأم
التي من المفروض أن تكون لكل الطلاب من دون تمييز.
وأوضح أن هذه البدعة تطرح السؤال “هل المطلوب
تكريس الفرز الطائفي الى جانب الفرز السياسي؟”، وهذا السؤال هو برسم كل المعنيين
عن هكذا قرار.
وشدد على أن التيار يرفض أي تفرقة مذهبية
ومناطقية، وهذا الأمر جسده الرئيس الشهيد رفيق الحريري عبر مجمع “رفيق الحريري
الجامعي” في الحدث، حيث أراد أن يكون جامعاً لكل اللبنانيين من دون تمييز.
وأبدى تخوفه من أن يكون الهدف هو فرز الجامعة
وتحويل فروعها الى كانتونات مناطقية وطائفية ومذهبية.
وحمل رئيس مكتب الجامعات في حزب الوطنيين الأحرار
جوزف الشامي رئاسة الجامعة، مسؤولية التدهور غير المسبوق الذي تشهده الجامعة ولفت
الى أن هذه الخطوة ترسخ سياسة التمييز بين الأطراف وغياب المساواة في جامعة كان من
المفترض أن تكون “جامعة” لكل أبنائها، والتي أصبحت بفعل تلك الممارسات معسكرات
لحزب الله وقوى الأمر الواقع، لافتاً الى أن اللعبة باتت علناً بعدما كانت تحصل من
تحت الطاولة وبشكل معاكس لثقافة الديموقراطية التي نحاول بكل جهد ترسيخها على
المستويات كافة.
هذه الخطوة رأى رئيس دائرة الجامعة اللبنانية في
مصلحة القوات اللبنانية ايلي جعجع أنها تعيد اللبنانيين خمسين عاماً الى الوراء إذ
إنه من المعيب في هذا الوقت الإقدام على هكذا قرار أقل ما يُقال فيه إنه “هروب الى
الأمام” والذي كان ينقص هو إدراج “الانتماء السياسي”.
وأعرب الأمين العام المساعد لشؤون الثانويات
والمعاهد في منظمة الشباب التقدمي جاد شيا عن “رفض المنظمة لأي إجراء يؤدي الى
الطائفية وإعادة الشرخ. فنحن نسعى الى كل ما يوحد البلد والطلاب، والجامعة
اللبنانية هي جامعة كل طلاب لبنان، ولا فرق بين الأحزاب والطوائف”.
وقال: “نحن مع أي تحرك لمصلحة الطلاب”، مبدياً
أسفه كون المذهب شُطب عن الهوية و”ها هم يعودون إليه اليوم في الجامعة اللبنانية”.
وأكد شيا “ضرورة إلغاء الطائفية من العقول
والنفوس”، مشيراً الى أن “القضايا الرئيسية تنمو وتنطلق من رحم الجامعات ومن قلب
الجامعة اللبنانية التي لطالما سعى الشهيد كمال جنبلاط والحزب التقدمي الى أن تكون
جامعة الوطن”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق