الصورة: الشيخ بيار الضاهر |
موظفو الأخبار في lbc الفضائيّة في مهبّ المجهول بعدما اتخذت الإدارة قراراً يقضي بوقف نشرة أخبارها اليتيمة ابتداءً من نهاية كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وهي النشرة التي صمدت بعد تصفية الحسابات بين رؤوس المحطة وإعادة خلط الأوراق.
هكذا، ينضم موظفو قسم الأخبار في المحطة إلى زملاء سبقوهم إلى مغادرتها على مراحل منذ مطلع عام 2009، ليقفل قسم كامل هذه المرّة بالشمع الأحمر. في عصر التخصصيّة، يبدو أنّ الإدارة ترى أن هذا القسم لا لزوم له ولا داعي لنشرة إخباريّة، وخصوصاً أنّ الجمهور سيطّلع على تفاصيلها عبر الفضائيّات الإخباريّة لحظة بلحظة. الموظفون المصروفون «سيحظون» بتعويضات تراوح بين 4 و6 أشهر، وتجري حاليّاً مناقشة الأمور لتحسين الشروط قليلاً قبل مغادرة مواقعهم. علماً بأنّ المصروفين هم: مدير التحرير إيلي حرب، وأسعد مارون، وأنطوان سلامة، وطوني خوري، وإيفا أبي طايع، وميريلّا محاسب، وناجي الخوري، وجينا عفيش، وجاكلين سعد، والسعودي خالد عبد الله. وتُستثنى من القرار مذيعات الأخبار ريما عسّاف، ودلال أبو حيدر، وريمي درباس اللواتي يقدمن نشرة أخبار «الثالثة» على المحطة الأرضيّة.
القرار ليس جديداً. لقد كشف رئيس مجلس «إدارة المؤسسة اللبنانيّة للإرسال» بيار الضاهر قبل أكثر من عام أنّ «أخبار الفضائيّة ستتوقف في عام 2011 بسبب عجزها عن منافسة الفضائيات الإخباريّة». ويشرح الضاهر لـ«الأخبار» بـ«أنكم تعطون الموضوع أكبر من حجمه. لماذا سنحتاج إلى نشرة التاسعة في ظل إعدادنا لقناة «العرب» الإخباريّة التي ستنطلق في 12/12/2012، وتقدم أخباراً وبرامج سياسيّة على مدار الساعة؟».
ويشدد على أنّ «نوعيّة الخدمة التلفزيونيّة تبدّلت عن الماضي»، مشيراً إلى أن «الأمور تبدو أحياناً أكبر من حجمها الحقيقي. لماذا التركيز على هذا الموضوع إلى هذا الحد؟ هل يمكن إحصاء عدد الذين صرفوا من المؤسسات الإعلاميّة اللبنانيّة منذ عامين حتى الآن؟»، ويعد الضاهر بـ«مشاريع» مع مجموعة من الذين سيغادرون المحطة. وينفي تبدّل تعامل المعلنين مع المحطة إثر توقف الأخبار فيها «لأن المعلن يتبع المحطة الناجحة والبرامج المميّزة».
في هذا الوقت، يعيش الموظفون في أروقة المحطة حالة من الترقّب، علّ قراراً يبدّل من وطأة هذا الواقع المأساوي الذي سيفرض عليهم مع نهاية الشهر المقبل. يعلّق أحدهم على سؤال «الأخبار» عن الخطوات التي ستتخذ إزاء صرفهم تعسفيّاً، قائلاً: «لا نناقش ما إذا كان القرار تعسفيّاً أو لا. نفكّر حاليّاً في تحسين شروط التعويضات»، لافتاً إلى «أننا ننتظر ما يحمله هذا الشهر من تطورات». ويسلّم الموظف ببراءة لا تخلو من السخرية بالقول: «لعله اتجاه نحو مزيد من التخصصيّة، وربما تؤدي lbc الفضائيّة في لبنان والمغترب، دوراً مشابهاً لذلك الذي تؤديه «روتانا مصر» و«روتانا خليجيّة» بمادة ترفيهيّة لبنانيّة».
ويصف مصدر مطلع على أحوال المحطة ما يجري بأنه ليس بريئاً، وتبدو الصورة بالنسبة إليه بمثابة قرار متعمّد لإنهاء مسيرة محطّة ناجحة.
إذاً، تستقبل lbc الفضائيّة العام الجديد بحلّة ترفيهية خفيفة، لن يكون عليها مواكبة «الحدث» ولا تسأل عن متابعة الأحداث السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، بل تتوجه إلى المرأة في الدرجة الأولى وإلى العائلة عموماً، وتعد بشبكة برامج تزيد فيها جرعة المنوّعات.
وبينما كان على مذيعي أخبار «الفضائيّة» توديع المشاهدين الليلة، طرأت بعض التعديلات على المخطّط، فتأجّل الأمر شهراً واحداً. غير أن إيقاف «الأخبار»، يطرح علامات استفهام بشأن التغييرات التي جعلت المحطة تتراجع كلياً عن نهجها السابق الذي دفعها إلى توقيع عقد لتطوير الأخبار والبرامج السياسيّة مع صحيفة «الحياة» منذ سنوات. هل تعدّ المشاكل الماديّة التي تعانيها معظم وسائل الإعلام اللبنانيّة والعربيّة السبب المباشر لهذا القرار؟ هل أدركت المحطة فجأة أنها غير قادرة على منافسة الفضائيّات الإخبارية، أم أنّ الصراعات المستمرة داخل مجموعة «روتانا» بين الضاهر وتركي شبانة، والخلاف بين مالك المجموعة الوليد بن طلال والضاهر دفعا الأخير إلى إصدار «حكم الإعدام» على أخبار الفضائيّة؟ وهل ستتحمّل lbc الأرضيّة وحدها تكاليف التعاقد مع وكالات الأخبار في العالم مع غياب الأخبار عن الفضائية؟ لا شك في أن حجّة التخصّصية وحدها لا تكفي لإيقاف نشرة الأخبار، وإلاّ فلماذا تبقي MBC نشرة أخبارها السياسية رغم المنحى الاجتماعي الذي تأخذه؟
هكذا، ينضم موظفو قسم الأخبار في المحطة إلى زملاء سبقوهم إلى مغادرتها على مراحل منذ مطلع عام 2009، ليقفل قسم كامل هذه المرّة بالشمع الأحمر. في عصر التخصصيّة، يبدو أنّ الإدارة ترى أن هذا القسم لا لزوم له ولا داعي لنشرة إخباريّة، وخصوصاً أنّ الجمهور سيطّلع على تفاصيلها عبر الفضائيّات الإخباريّة لحظة بلحظة. الموظفون المصروفون «سيحظون» بتعويضات تراوح بين 4 و6 أشهر، وتجري حاليّاً مناقشة الأمور لتحسين الشروط قليلاً قبل مغادرة مواقعهم. علماً بأنّ المصروفين هم: مدير التحرير إيلي حرب، وأسعد مارون، وأنطوان سلامة، وطوني خوري، وإيفا أبي طايع، وميريلّا محاسب، وناجي الخوري، وجينا عفيش، وجاكلين سعد، والسعودي خالد عبد الله. وتُستثنى من القرار مذيعات الأخبار ريما عسّاف، ودلال أبو حيدر، وريمي درباس اللواتي يقدمن نشرة أخبار «الثالثة» على المحطة الأرضيّة.
القرار ليس جديداً. لقد كشف رئيس مجلس «إدارة المؤسسة اللبنانيّة للإرسال» بيار الضاهر قبل أكثر من عام أنّ «أخبار الفضائيّة ستتوقف في عام 2011 بسبب عجزها عن منافسة الفضائيات الإخباريّة». ويشرح الضاهر لـ«الأخبار» بـ«أنكم تعطون الموضوع أكبر من حجمه. لماذا سنحتاج إلى نشرة التاسعة في ظل إعدادنا لقناة «العرب» الإخباريّة التي ستنطلق في 12/12/2012، وتقدم أخباراً وبرامج سياسيّة على مدار الساعة؟».
ويشدد على أنّ «نوعيّة الخدمة التلفزيونيّة تبدّلت عن الماضي»، مشيراً إلى أن «الأمور تبدو أحياناً أكبر من حجمها الحقيقي. لماذا التركيز على هذا الموضوع إلى هذا الحد؟ هل يمكن إحصاء عدد الذين صرفوا من المؤسسات الإعلاميّة اللبنانيّة منذ عامين حتى الآن؟»، ويعد الضاهر بـ«مشاريع» مع مجموعة من الذين سيغادرون المحطة. وينفي تبدّل تعامل المعلنين مع المحطة إثر توقف الأخبار فيها «لأن المعلن يتبع المحطة الناجحة والبرامج المميّزة».
في هذا الوقت، يعيش الموظفون في أروقة المحطة حالة من الترقّب، علّ قراراً يبدّل من وطأة هذا الواقع المأساوي الذي سيفرض عليهم مع نهاية الشهر المقبل. يعلّق أحدهم على سؤال «الأخبار» عن الخطوات التي ستتخذ إزاء صرفهم تعسفيّاً، قائلاً: «لا نناقش ما إذا كان القرار تعسفيّاً أو لا. نفكّر حاليّاً في تحسين شروط التعويضات»، لافتاً إلى «أننا ننتظر ما يحمله هذا الشهر من تطورات». ويسلّم الموظف ببراءة لا تخلو من السخرية بالقول: «لعله اتجاه نحو مزيد من التخصصيّة، وربما تؤدي lbc الفضائيّة في لبنان والمغترب، دوراً مشابهاً لذلك الذي تؤديه «روتانا مصر» و«روتانا خليجيّة» بمادة ترفيهيّة لبنانيّة».
ويصف مصدر مطلع على أحوال المحطة ما يجري بأنه ليس بريئاً، وتبدو الصورة بالنسبة إليه بمثابة قرار متعمّد لإنهاء مسيرة محطّة ناجحة.
إذاً، تستقبل lbc الفضائيّة العام الجديد بحلّة ترفيهية خفيفة، لن يكون عليها مواكبة «الحدث» ولا تسأل عن متابعة الأحداث السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، بل تتوجه إلى المرأة في الدرجة الأولى وإلى العائلة عموماً، وتعد بشبكة برامج تزيد فيها جرعة المنوّعات.
وبينما كان على مذيعي أخبار «الفضائيّة» توديع المشاهدين الليلة، طرأت بعض التعديلات على المخطّط، فتأجّل الأمر شهراً واحداً. غير أن إيقاف «الأخبار»، يطرح علامات استفهام بشأن التغييرات التي جعلت المحطة تتراجع كلياً عن نهجها السابق الذي دفعها إلى توقيع عقد لتطوير الأخبار والبرامج السياسيّة مع صحيفة «الحياة» منذ سنوات. هل تعدّ المشاكل الماديّة التي تعانيها معظم وسائل الإعلام اللبنانيّة والعربيّة السبب المباشر لهذا القرار؟ هل أدركت المحطة فجأة أنها غير قادرة على منافسة الفضائيّات الإخبارية، أم أنّ الصراعات المستمرة داخل مجموعة «روتانا» بين الضاهر وتركي شبانة، والخلاف بين مالك المجموعة الوليد بن طلال والضاهر دفعا الأخير إلى إصدار «حكم الإعدام» على أخبار الفضائيّة؟ وهل ستتحمّل lbc الأرضيّة وحدها تكاليف التعاقد مع وكالات الأخبار في العالم مع غياب الأخبار عن الفضائية؟ لا شك في أن حجّة التخصّصية وحدها لا تكفي لإيقاف نشرة الأخبار، وإلاّ فلماذا تبقي MBC نشرة أخبارها السياسية رغم المنحى الاجتماعي الذي تأخذه؟
استعراض «أرضي»
ليست الفضائيّة اللبنانيّة وحدها التي ستستغني عن نشرة الأخبار نهاية العام الجاري؛ فقد سبقتها المحطة الأرضيّة التي استبدلت نشرتها المسائيّة بأخرى غلب عليها الطابع الاستعراضي، وتقدّم آخر المستجدات بطريقة لم تعهدها التلفزيونات قبلاً؛ إذ تستخدم شاشات عملاقة استهلكت في برامج تلفزيون الواقع. وبدل طلاب الأكاديميّة ومشاهير التمثيل والتلحين والإعلام، راح مذيعو الأخبار ديما صادق، وجوزيان رحمة، وجورج غانم، وبسام أبو زيد ويزبك وهبي، يقدمون مادتهم الإخباريّة بنفَس استعراضي يتوافق مع الشكل الجديد للاستوديو.
ليست الفضائيّة اللبنانيّة وحدها التي ستستغني عن نشرة الأخبار نهاية العام الجاري؛ فقد سبقتها المحطة الأرضيّة التي استبدلت نشرتها المسائيّة بأخرى غلب عليها الطابع الاستعراضي، وتقدّم آخر المستجدات بطريقة لم تعهدها التلفزيونات قبلاً؛ إذ تستخدم شاشات عملاقة استهلكت في برامج تلفزيون الواقع. وبدل طلاب الأكاديميّة ومشاهير التمثيل والتلحين والإعلام، راح مذيعو الأخبار ديما صادق، وجوزيان رحمة، وجورج غانم، وبسام أبو زيد ويزبك وهبي، يقدمون مادتهم الإخباريّة بنفَس استعراضي يتوافق مع الشكل الجديد للاستوديو.