صفحات الموقع

الاثنين، 11 يوليو 2011

اللذّة... مفيدة للصحة

"بعد تحقيق النشوة، أشعر أن العالم أكثر رونقاً. وكأنّني كنت أرى الأمور ضباببة، لكن فجأة أصبحت هذه الأشياء متنوعة المعالم ونابضة بالحياة. أظنّ أن اللذّة تغيّر نظرتي إلى ما يدور حولي"
الرغبة في ممارسة الحب شعور أساسي وضروري، فمن دون علاقات جنسية يختفي الجنس البشري! إذاً الرغبة واللذّة قوّتان ضروريّتان للحياة. إحدى الوظائف الأساسية للذّة هي أنها تدفعنا إلى معاودة الكرّة. ثمة دورة دماغية محدّدة تنظّمها مادّة الدوبامين، تولِّد هذه الرغبة في تكرار الأشياء الجميلة.
لا شيء أفضل من اللذّة للصحّة، فهي الترياق الطبيعي لمكافحة الاكتئاب. لا وجود للاكتئاب في قاموس العشّاق، إضافة الى أن النشوة تزيل التشنّجات وتحدّ منها! بعد هزّة الجماع، تماماً كما بعد تناول وجبة جيّدة، يفرز دماغنا مادّتَي "الأندورفين" و"السيروتونين" اللتين تولّدان شعوراً بالراحة والرفاه. تؤكّد اللذّة الجنسية انتماءنا إلى الجنس الذكوري أو الأنثوي. فعندما يمارس الرجل الحب للمرة الأولى يقول بسهولة "حسناً، أنا رجل!" تماماً كما تقول عروس جديدة "أصبحت أخيراً إمرأة!" ليست المتعة وحدها على المحك، فثمة أيضاً فعل إثارة الرغبة لدى الآخر، جعله يشعر باللذّة، وأن تكوني امرأة أمام الرجل، وتكون رجلاً مع المرأة. تسمح رعشة الجماع للمرء، على غرار كل الأحاسيس القويّة، بأن يشعر أنه ينبض بالحياة. وإلى جانب القلب الذي ينبض والدم الذي يغلي، تعني النشوة "التأجّج حماسة"، فتبثّ فينا الطاقة والزخم للتحرّك.
اللذّة جيّدة للشريكَين. يرغب الزوجان في أن يبقيا إلى ما لا نهاية في الفقّاعة التي تجمعهما معاً. فهل هناك ما هو أفضل من شريكَين توحّدهما المتعة والحب؟ العلاقة الجنسية الناضجة توفّر رباطاً قوياً بينهما، فاللذّة تساعد في تحمّل الاختلافات. ليس كل شيء سهلاً بين الرجل والمرأة، وعلاقة الحب المتبادل هي معركة مستمرّة. فسوء الفهم والخلافات والغيرة والاختلافات في الأذواق وغياب الحوار وكل مصاعب الحياة، تصبّ في الاتجاه الذي يُباعد بين الزوجَين. لكن المتعة موجودة لتوحّد بينهما، فهي تسمح ببلوغ التبادل العاطفي الإيجابي.
كي نحبّ كما يجب، من الجيّد أن نتعامل مع اللذّة الجنسية وكأنها هديّة. وهذه اللذّة حصريّة، انطلاقاً من الإخلاص الذي يطبع علاقة بين معظم الأزواج. إذاً، الآخر هو الأوحد والفريد، من يمنح اللذّة والمتعة ومن نتشاطر معه هذا الكنز، مما يؤدّي إلى توثيق أواصر العلاقة. وهكذا تصبح الحياة الجنسية عالماً خاصاً، حديقة سرّية لا يستطيع أحد دخولها غير الزوجَين. ويجيد بعضهم تحويل هذه الحديقة "جنّة عدن" حقيقية لأنهم يعرفون كيف يُحبّون الآخر، ويدركون أسرار اللذّة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق