ويقول عالم الكمبيوتر في جامعة تينيسي جاك دونغارا إن قدرة «تيانهه 1ـ أ»، تقاس بمدى نجاح العمليات الحسابية المعقدة. وعلى رغم عدم انتهاء دونغارا من ترتيب القائمة الرسمية للآلات الـ500 الأسرع استخداماً، والتي يصدرها كل ستة أشهر، يقول الاستاذ الجامعي إنه من المرجح ان يحلّ الكمبيوتر الصيني في المرتبة الأولى.
وقد أصبح السباق لبناء الـ«سوبر كمبيوتر» مصدراً للفخر الوطني، لأن قيمة هذه الآلات هي في قدرتها على حل المشاكل الخطيرة المهددة للمصالح الوطنية في مجالات مثل الدفاع والمال، والطاقة والعلوم. كذلك، تجد تكنولوجيا الحاسوب طريقها الى عالم الأعمال الرئيسية؛ حيث تستخدمها شركات النفط والغاز للعثور على الخزانات، فيما يحتاج تجار «وول ستريت» اليها لتأمين التداول الآلي الفائق السرعة. وحتى شركة «بروكتر أند غامبل» فإنها تستخدم هذه التكنولوجيا الخارقة للتأكد من أن رقاقات بطاطا «برينغلز»، تدخل العلب المخصصة لها من دون ان تنكسر.
وخلال العقد الماضي، تطور الدور الصيني في صناعة الكمبيوتر بشكل ملحوظ، وتقدم الصينيون على لائحة التصنيف العالمي لصناعة الأجهزة العملاقة، فأتى «تيانهه1ـ أ» ليتوج جهوداً صينية بمليارات الدولارات استُثمرت في التنمية العلمية، محققة بذلك لقب القوة التكنولوجية العظمى.
تقنية الكمبيوتر الحديثة قائمة على جمع الآلاف من أجهزة الكمبيوتر الصغيرة واستخدام البرمجيات لتحويلها إلى كيان واحد. وبهذا المعنى، يمكن لأي منظمة، مع ما يكفي من المال والخبرة، شراء ما يمكنها من المكونات التكنولوجية الجاهزة، وإنشاء جهاز سريع. إن النظام الصيني اليوم يتبع هذا النموذج من خلال ربط آلاف الرقائق المصنوعة في الشركات الأميركية كـ«إنتل» و«نفيديا»، لكن سرّ الإنجاز التكنولوجي يتجلى في عملية الوصل بين هذه الرقائق، وهي تقنية خاصة بالشبكات وضعها الباحثون الصينيون وطوروها.
«إنجاز» تكنولوجي واقتصادي وصفه البروفيسور في جامعة فيرجينيا هو تشونغ فان بالـ«خطير» بالنسبة الى الولايات المتحدة «حيث يمكن اعتباره تهديداً لأساسات الاقتصاد الاميركي في المستقبل». ففي عام 2002، خسرت الولايات المتحدة صفة الريادة في صناعة اجهزة الكمبيوتر الخارقة يوم كشفت اليابان النقاب عن آلة فريدة تفوق قوتها قدرة 20 جهازاً اميركي الصنع في آن معاً. وبعد عامين، اعاد الاميركيون اعتبارهم بعد تخصيصهم اموالا طائلة لمثل هذه الاستثمارات الى ان خطف «التهديد» الصيني التكنولوجي اللقب من جديد.
(عن «نيويورك تايمز»)